هَذَا نظمه الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه ومغفرته بدر الدّين حسن بن مَحْمُود النَّحْوِيّ المارداني فِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الأوحد شيخ الْإِسْلَام وقدوة الْأَنَام تَقِيّ الدّين أَحْمد بن تَيْمِية تغمده الله برحمته وَرَضي عَنهُ ... أَلا أَيهَا الْقلب الَّذِي عدم الصبرا ... أفق طالما جرعت من لوعة صبرا
وَيَا عبرات الجفن أظهرت بالأسى ... لنا عبرا بالدمع أسطرها تقرا
أيأمن من خطب اللَّيَالِي مُخَاطب ... وشيمتها فِي النَّاس أَن تظهر الغدرا
وَهل خَالِد فِي الدَّهْر عَمْرو وخَالِد ... لعمرك لَا يبْقى وَلَو أمل العمرا
قضى ماجد مَا مثله الْيَوْم وَاحِد ... وَأبقى جميل الْفِعْل من بعده ذكرا
دَمًا لَو بكته دمنة الرّبع والدما ... وأمطرت الشعرى العبور لَهَا العبرا
أَو أغبر وَجه الأَرْض يَوْم مصابه ... لقل وَجل الْخطب من فَقده قدرا
فَتى ألف الْمَعْرُوف والجود عَادَة ... تعودها طفْلا وَكَانَ بهَا أَحْرَى
كَأَن لم يقل يَوْمًا مقَالا فتنثني ... إِلَى قَوْله الأسماع طَائِعَة قهرا
وَلَا ظَهرت يين الْأَنَام علومه ... وَلَا طرزت شاما وَلَا جملت مصرا
دَعَاني ظلال الصَّبْر فِي صَبر فَقده ... فَأرْسل رسل الدمع من مقلتي تترى
سننت تَقِيّ الدّين أَحْمد سنة ... وأوسعت فِي كسب الْعلَا بالندى صَدرا