.. نقلت الى جنَّات عدن روحه ... والحور والولدان فِيهَا تخْدم
جثمانه تَحت العراء وروحه ... فِي مقْعد الصدْق الرضى تتنعم
لَو كَانَ للقبر الْمُحِيط بجسمه ... يَوْمًا لِسَان نَاطِق يتَكَلَّم
لسمعت بشراه بِمن وافى إِلَى ... عرصاته من خير ضيف يقدم
هُوَ فِي جوَار الله أشرف منزل ... وَالله ارأف بالعباد وأرحم
تبْكي لَهُ السَّبع الطّواف وسعيه ... وَالْحجر وَالْبَيْت الْعَتِيق وزمزم
وتعطل الْمِحْرَاب من متهجد ... بِالذكر فِي اسحاره يترنم
والخلق إِن نسبوا إِلَيْهِ كواحد ... فِي أمة وَهُوَ الفريد الأعلم
أضحت سطور الْفضل يصعب فهمها ... كالخط أصعبه الْغَرِيب الْمُبْهم
فأبان مشكلها وأوضح رمزها ... فغدت بتنقيط الْفَضَائِل تعجم
إِن كَانَ قد أَمْسَى رهين مود أ ... زلخ الجوانب جدره متهدم
فلرب عان قد أعَان وأكمه ... هدى فأرشده وَلَا يتبرم
وضريحه كالمسك ينشق عرفه ... من كَانَ من حنق عَلَيْهِ يسلم
إِن كَانَ هَذَا الرزء يعظم ذكره ... شرفا وينجد فِي الْبِلَاد ويتهم ...