من الْفساد وَأَرْسلُوا إِلَى أهل قبرص فملكوا بعض السَّاحِل وحملوا راية الصَّلِيب وحملو إِلَى قبرص من خيل الْمُسلمين وسلاحهم وأسراهم مَالا يُحْصى عدده إِلَّا الله وَأقَام سوقهم بالسَّاحل عشْرين يَوْمًا يبيعون فِيهِ الْمُسلمين وَالْخَيْل وَالسِّلَاح على أهل قبرص وفرحوا بمجيء التتار هم وَسَائِر أهل هَذَا الْمَذْهَب الملعون مثل أهل جزين وَمَا حواليها وجبل عَامل ونواحيه

وَلما خرجت العساكر الإسلامية من الديار المصرية ظهر فيهم من الخزي والنكال مَا عرفه النَّاس مِنْهُم وَلما نصر الله الْإِسْلَام النُّصْرَة الْعُظْمَى عِنْد قدوم السُّلْطَان كَانَ بَينهم شَبيه بالعزاء

كل هَذَا وَأعظم مِنْهُ عِنْد هَذِه الطَّائِفَة الَّتِي كَانَت من أعظم الْأَسْبَاب فِي خُرُوج جنكسخان إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام وَفِي اسْتِيلَاء هولاكو على بَغْدَاد وَفِي قدومه إِلَى حلب وَفِي نهب الصالحية وَفِي غير ذَلِك من أَنْوَاع الْعَدَاوَة لِلْإِسْلَامِ وَأَهله

لَان عِنْدهم أَن كل من لم يوافقهم على ضلالهم فَهُوَ كَافِر مُرْتَد وَمن اسْتحلَّ الفقاع فَهُوَ كَافِر وَمن مسح على الْخُفَّيْنِ فَهُوَ عِنْدهم كَافِر وَمن حرم الْمُتْعَة فَهُوَ عِنْدهم كَافِر وَمن أحب أَبَا بكر أَو عمر أَو عُثْمَان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015