شرائع الْإِيمَان طلبا للعلو فِي الأَرْض وَالْفساد وتركا لسبيل الْهدى والرشاد وَهَؤُلَاء هم التتار وَنَحْوهم من كل خَارج عَن شرائع الْإِسْلَام وَإِن تمسك بِالشَّهَادَتَيْنِ أَو بِبَعْض سياسة الْإِسْلَام
والصنف الثَّانِي أهل الْبدع المارقون وذوو الضلال المُنَافِقُونَ الخارجون عَن السّنة وَالْجَمَاعَة المفارقون للشرعة وَالطَّاعَة مثل هَؤُلَاءِ الَّذين غزوا بِأَمْر السُّلْطَان من أهل الْجَبَل والجرد والكسروان فَإِن مَا من الله بِهِ من الْفَتْح والنصر على هَؤُلَاءِ الطغام هُوَ من عزائم الْأُمُور الَّتِي أنعم الله بهَا على السُّلْطَان وَأهل الْإِسْلَام
وَذَلِكَ أَن هَؤُلَاءِ وجنسهم من أكَابِر المفسدين فِي أَمر الدُّنْيَا وَالدّين
فَإِن اعْتِقَادهم أَن أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وَأهل بدر وبيعة الرضْوَان وَجُمْهُور الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان وأئمة الْإِسْلَام وعلماءهم اهل الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَغَيرهم ومشايخ الْإِسْلَام وعبادهم وملوك الْمُسلمين وأجنادهم وعوام الْمُسلمين وأفرادهم كل هَؤُلَاءِ عِنْدهم كفار مرتدون أكفر من الْيَهُود وَالنَّصَارَى لأَنهم مرتدون عِنْدهم وَالْمُرْتَدّ شَرّ من الْكَافِر الْأَصْلِيّ وَلِهَذَا السَّبَب يقدمُونَ الفرنج والتتار على أهل الْقُرْآن وَالْإِيمَان
وَلِهَذَا لما قدم التتار إِلَى الْبِلَاد وفعلوا بعسكر الْمُسلمين مَالا يُحْصى