واتفقت كلمة إِجْمَاعهم على تَعْظِيم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ومحبته وَسَمَاع كَلَامه ونصيحته واتعظوا بمواعظه وَسَأَلَهُ بَعضهم مسَائِل فِي أَمر الدّين وَلم يبْق من مُلُوك الشأم تركي وَلَا عَرَبِيّ إِلَّا وَاجْتمعَ بالشيخ فِي تِلْكَ الْمدَّة واعتقد خَيره وصلاحه ونصحه لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ
قَالَ ثمَّ سَاق الله سُبْحَانَهُ جَيش الْإِسْلَام العرمرم الممصري صُحْبَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالسُّلْطَان الْملك النَّاصِر وولاة الْأَمر وزعماء الْجَيْش وَعُظَمَاء المملكة والأمراء المصريين عَن آخِرهم بجيوش الْإِسْلَام سوقا حثيثا للقاء التتار المخذولين فَاجْتمع الشَّيْخ الْمَذْكُور بالخليفة وَالسُّلْطَان وأرباب الْحل وَالْعقد وأعيان الْأُمَرَاء عَن آخِرهم وَكلهمْ بمرج الصفر قبلي دمشق المحروسة وَبينهمْ وَبَين التتار أقل من مِقْدَار ثَلَاث سَاعَات مَسَافَة وَدَار بَين الشَّيْخ الْمَذْكُور وَبينهمْ مَا دَار بَين الشاميين وَبَينه وَكَانَ بَينهم وَمَعَهُمْ كَأحد أعيانهم وَاتفقَ لَهُ من اجْتِمَاعهم مَا لم يتَّفق لأحد قبله من أَبنَاء جنسه حَيْثُ اجْتَمعُوا بجملتهم فِي مَكَان وَاحِد فِي يَوْم وَاحِد على أَمر جَامع لَهُم وَله مُهِمّ عَظِيم يَحْتَاجُونَ فِيهِ إِلَى سَماع كَلَامه هَذَا توفيق عَظِيم كَانَ من الله