مِثَال ذَلِك اسْم الْجِنْس إِذا غلب فِي الْعرف على بعض أَنْوَاعه كَلَفْظِ الدَّابَّة إِذا غلب على الْفرس قد نطلقه على الْفرس بِاعْتِبَار الْقدر الْمُشْتَرك بَينهَا وَبَين سَائِر الدَّوَابّ فَيكون متواطئا وَقد نطلقه بِاعْتِبَار خُصُوصِيَّة الْفرس فَيكون مُشْتَركا بَين خُصُوص الْفرس وَعُمُوم سَائِر الدَّوَابّ وَيصير اسْتِعْمَاله فِي الْفرس تَارَة بطرِيق التواطؤ وَتارَة بطرِيق الِاشْتِرَاك وَهَكَذَا اسْم الْجِنْس إِذا غلب على بعض الْأَشْخَاص وَصَارَ علما بالغلبة مثل ابْن عمر والنجم فقد نطلقه عَلَيْهِ بِاعْتِبَار الْقدر الْمُشْتَرك بَينه وَبَين سَائِر النُّجُوم وَسَائِر بني عمر فَيكون إِطْلَاقه عَلَيْهِ بطرِيق التواطؤ وَقد نطلقه عَلَيْهِ بِاعْتِبَار مَا بِهِ يمتاز عَن غَيره من النُّجُوم وَمن بني عمر فَيكون بطرِيق الِاشْتِرَاك بَين هَذَا الْمَعْنى الشخصي وَبَين الْمَعْنى النوعي وَهَكَذَا كل اسْم عَام غلب على بعض أَفْرَاده يَصح اسْتِعْمَاله فِي ذَلِك الْفَرد بِالْوَضْعِ الأول الْعَام فَيكون بطرِيق التواطؤ بِالْوَضْعِ الثَّانِي فَيصير بطرِيق الِاشْتِرَاك
وَلَفظ النِّفَاق من هَذَا الْبَاب فَإِنَّهُ فِي الشَّرْع إِظْهَار الدّين وإبطان خِلَافه وَهَذَا الْمَعْنى الشَّرْعِيّ أخص من مُسَمّى النِّفَاق فِي اللُّغَة فَإِنَّهُ فِي اللُّغَة أَعم من إِظْهَار الدّين
ثمَّ إبطان مَا يُخَالف الدّين إِمَّا أَن يكون كفرا أَو فسقا فَإِذا أظهر أَنه مُؤمن وأبطن التَّكْذِيب فَهَذَا هُوَ النقاق الْأَكْبَر الَّذِي