لفظ النِّفَاق على إبطان الْكفْر وإبطان الْمعْصِيَة تَارَة بطرِيق الِاشْتِرَاك وَتارَة بطرِيق التواطؤ كَمَا أَن لفظ الْوُجُود يُطلق على الْوَاجِب والممكن عِنْد قوم بِاعْتِبَار الِاشْتِرَاك وَعند قوم بِاعْتِبَار التواطؤ وَلِهَذَا سمي مشككا
قَالَ ابْن المرحل كَيفَ يكون هَذَا وَأخذ فِي كَلَام لَا يحسن ذكره
قَالَ لَهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمعَانِي الدقيقة تحْتَاج إِلَى إصغاء واستماع وتدبر وَذَلِكَ أَن الماهيتين إِذا كَانَ بَينهمَا قدر مُشْتَرك وَقدر مُمَيّز وَاللَّفْظ يُطلق على كل مِنْهُمَا فقد يُطلق عَلَيْهِمَا بِاعْتِبَار مَا بِهِ تمتاز كل مَاهِيَّة عَن الْأُخْرَى فَيكون مُشْتَركا كالاشتراك اللَّفْظِيّ وَقد يكون مُطلقًا بِاعْتِبَار الْقدر الْمُشْتَرك بَين الماهيتين فَيكون لفظا متواطئا
قلت ثمَّ إِنَّه فِي اللُّغَة يكون مَوْضُوعا للقدر الْمُشْتَرك ثمَّ يغلب عرف الِاسْتِعْمَال على اسْتِعْمَاله فِي هَذَا تَارَة وَفِي هَذَا تَارَة فَيبقى دَالا بعرف الِاسْتِعْمَال على مَا بِهِ الِاشْتِرَاك والامتياز وَقد يكون قرينَة مثل لَام التَّعْرِيف أَو الْإِضَافَة تكون هِيَ الدَّالَّة على مَا بِهِ الامتياز