ولد بداريا من قرى دمشق في رجب سنة تسع وعشرين وستمائة، وسمع من الكمال الضرير والرضا بن البرهان، وحدَّث وكان من مشايخ العلم وناب في الحكم بالقاهرة مدة، ودرَّس بالجامع الطولونى، مات سنة تسع عشرة وسبعمائة، وسبطه شرف الدين محمد بن عثمان ولى قضاء البهنسا، ومات بها كهلًا في حدود الأربعين وسبعمائة، وكان فاضلًا بحاثًا رأيته درس الحديث بجامع ابن طولون وهو ممن قرأ على والدى العربية، وحموه الشيخ فخر الدين وشيخه أيضًا العلامة (?) ابن التلمسانى شارح التنبيه، نقل ابن الرفعة عنه كثيرًا في كفايته. قال: وهو من الفضلاء بالذهب والأصلين، وله فيها مصنف ولم يره ابن الرفعة بل ولا في حياته قال بعض شيوخنا: وحكى لنا الشيخ فخر الدين هذا عنه مناقب، ومما أفاده ابن التلمسانى حكاية بناء الوجهين في مطالبة الإمام بالنذور والكفارات على أن فرض الكفاية هل يتعين على من يعينه الإمام أو لا، فيه خلاف مشهور، فإن قلنا: إنه يتعين فله الطالبة، لأنها تعيين للزمان كما أن ذاك تعيين للذات بل أولى؛ لأن للإمام تعيين وقت إمامة الجمعة بلا خلاف وإن كان موسعًا، وإن قلنا إنه لا يتعين فلا مطالبة، وما ذكره من تعيين الإمام وقت الجمعة غريب ودعواه عدم الخلاف أغرب، وقد ذكر الأصحاب الخلاف في انعقاد جمعتين في بلد، والإمام مع إحداها لكن لم يفرضوه فيما إذا عين.
كان يحفظ المهذب والوسبط نقلًا، وتفقه على خلائق من أهل اليمن وانتفعوا ببركته وعمله في الفقه والفرائض، وكل من اشتغل عليه أفلح أو كاد، كان يتردد إلى الحرمين وله كرامات مأثورة، مات ببلدة شجينة من بلاد تهامة في عشر ربيع الآخر من سنة خمس عشرة وسبعمائة، أفاده كله الحافظ عفيف المطرى أبقاه اللَّه.