فأصْبحتُ كالظمآن شاهد مَشْربًا ... قريبًا ولكنْ ما إليه طَرِيقُ".
صاحب الفتاوى وقاضى مصر وأعمالها دون القاهرة، كان من فضلاء زمانه، ولد بالجزيرة سنة تسعين وخمسمائة، وتفقه على ابن عبد السلام والعلم السخاوى وغيرهما، وبرع في المذهب والأصول والنحو وتخرجت به الطلبة، ومات بمصر سنة خمس وسبعون وستمائة.
أجاز له ابن الجوزى وحدَّث ودرس بالقطبية بالقاهرة مدة، ومات سنة خمس وستين وستمائة بالمحلة، وله مسائل جمعها على المهذب.
قاضى القضاة بهاء الدين بن الزكى، تقدم مع والده وجده.
ولد بها سنة أربع عشرة وستمائة، قرأ القراءات على والده وسمع من السُهروردى وغيره، ولبس منه خرقة التصوف، وأسمع، وكان شيخ الظاهرية ومعيد الناصرية ومدرس النجيبية، ثم ولى خطابة البلد بعد زين الدين بن المرحل، وكان خطيبًا بليغًا فإذا فرغ من الصلاة ربما خرج يلبس السواد ويشيع الجنائز، وزار بعض الأكابر وهو لابسها، فاتفق أنه عزل عن الخطابة. بموفق الدين بن حبيش الحموى فتألم لذلك وترك