رحل سنة سبع وأربعين، فسمع بالشام والجزيرة وبغداد واستقر بمكة وكان ممن جمع العلم والعمل والهيبة والورع والكرم، طلب من مكة وفوضت إليه مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة إلى أن مات في المحرم سنة ست وثمانين وستمائة، ومن شعره:
"إذا طاب أصل المرء طابت فروعُه ... ومن غلط جاءت يد الشوك بالورد
وقد يخبث الفرع الذى طاب أصله ... ليظهر صنع اللَّه في العكس والطَّرْد".
أخو الإمام شرف الدين الآتى، تفقه وبرع ودرس بالشامية البرانية نيابة عن ابن رزين ثم اشترك هو والقاضى عز الدين بن الصائغ فيها، ثم استقل بها بعده إلى أن مات، وناب في الحكم عن ابن الصائغ، مات سنة اثنين وثمانين وستمائة، وقد جاوز الخمسين.
أحد العلماء العباد، درس بالفلكية وأفتى واشتغل وأفاد، عرض عليه القضاء ومشيخة الشيوخ والوكالة فامتنع تزهدًا، سمع وأسمع، روى عنه المزى وغيره، ومات سنة إحدى وثمانين عن ست وسبعين سنة، ودفن بمقابر الصوفية.
ولد سنة ثمان وعشرين وستمائة، عزل ابن خلكان عن دمشق وتولَّاها وقام بالحق ثم عزل ثم ولى ثم عزل، وجرى له أمور بسبب ذلك وامتحن محنة شديدة، وسجن في القلعة ثم أطلق وبقى معزولًا إلى أن مات سنة ثلاث وثمانين وستمائة.
خطيبها وابن خطيبها ومدرس الغزالية والمجاهدية، سمع وأسمع ومات سنة اثنين وثمانين وستمائة.