من أكابر العلماء والقضاة فهو قاضى همدان. قرأ على الشيخ أبى إسحاق، وأخذ عنه وانتفع به، وكان فاضلًا صبورًا متواضعًا حسن السيرة، وكذا والده أبو الحسن تولَّاها أيضًا، وتفقه على القاضى أبى الطيب وسمع منه جماعة، ومات مقتولًا بمسجده في صلاة الصبح في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
كان فقيهًا علامة أديبًا يضرب به المثل في الذكاء، ودخل في التصوف ودقائقه ومعانى إشارات القوم حتى ارتبط عليه الخلق، ثم صلب بهمدان على تلك الألفاظ الواقعة منه في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، نسأل اللَّه العافية. وصحب القاضى أبا بكر والشيخ أبا إسحاق، وكان معه في الرحلة إلى نيسابور ومنهم من وهم فقال: الذى صحب الشيخ والده. وسيأتى في الطبقة السادسة من الطبقة الثانية.
تقدم أيضًا.
تقدم في الطبقة التاسعة وهذه النسبة أغفلها ابن السمعانى.
وقد انقضى الكلام بحمد اللَّه ومنه على الطبقة الأولى بأقسامها مستقصى، ونختم الكلام فيها بقاعدة مهمة وهى بيان انقسام أصحابنا إلى عراقيين وخراسانيين، فاعلم أن أصحابنا تفرَّقوا فالعراقيون أهل بغداد وما والاها، وقد صنف الخطيب تاريخ بغداد وذيَّل عليه ابن