شيخنا شهاب الدين أحمد بن الفقيه أبى الخير بن منصور اليمنى، قال: وكأنه توفي في حدود سنة ست أو سبع وسبعين وستمائة.
ولد بنابلس سنة خمس وثمانين وخمسمائة، سمع ورحل، وسمع منه النووى، والتاج ابن الفركاح، وأخوه والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد، وباشر مشيخة الحديث النورية والعزبة البرانية، وكان يحب المزاح، حضر موة عند الملك الناصر وكان يحبه ويستخلى نادرًا به، فمدحه شاعرٌ، فأطنب فقام الذى جلد وخلع عليه سراويله فضحك السلطان وقال: ما حملك على هذا. قال: ما وجدت معى مالًا أحتاج إليه إلَّا اللباس فأعجب السلطان منه ذلك ووصله بجائزة، مات سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة.
مفتى الشام وحفيده كمال الدين أبو الفضائل الإربلى، تفقه بأبى بكر الماهيانى وبابن الصلاح وبرع وساد ودارت الفتوى عليه، أعاد بالبادرانية بولاية واقفها، واختصر بحر الرويانى، وانتفع به جماعة منهم النووى وبالغ في الثناء عليه، مات وقد نيفّ على الستين بالبادرانية سنة سبعين وستمائة.
العلامة ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم المقدسى ثم الدمشقى الشافعى، المقرئ النحوى المحدث المعروف بأبى شامة لشامة كبيرة قوق حاجبه الأيسر، ولد بدمشق سنة تسع وتسعين وخمسمائة، سمع ورحل وبرع في العلوم، وكمل القراءات وهو حَدث على