العزم من المرسلين, وهو إفراده بالعبادة وإخلاصها له وإقامة الدين.
قال تعالى: {شَرَعَ لكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِليْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى: من الآية 13) .
وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِليْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:25) .
وقد قص الله علينا فيما أنزل إلينا ما جرى من نوح وقيامه بالدعوة, وإبراهيم وتبرئه من أبيه وقومه وما كانوا يعبدون, وما جرى من خاتمهم عليه الصلاة والسلام.
حيث قال: {أَإِنَّكُمْ لتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ} (الأنعام: من الآية 19) .
وهؤلاء صفوة الرسل الذين أمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهداهم فيما أمر الله تعالى به ونهاهم, مع أنهم من صغائر الذنوب مبرءون.
أخبرنا سبحانه أنهم {وَلوْ أَشْرَكُوا لحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: من الآية 88) .
ولهذا كانت مخافتهم من الوقوع في الشرك, وسؤالهم الله أن يباعدهم منه, واستعاذتهم به تعالى من الوقوع فيه, مع العلم والاستغفار من الوقوع فيه من غير علم أكثر وأعظم وأشد من غيرهم مع أنهم مرسلون بإزالته, ومع وجوب عصمتهم من الذنوب فضلا منه, وما ذاك إلا لكونهم أعلم بالله وأخوف واتقى من غيرهم, وشرع لنا جل جلاله بعد الإيمان به الإيمان بملائكته وكتبه ورسله, والإيمان بهم لا يصح إلا بتصديقهم فيما جاءوا به وجميع ما أخبروا به, من حق الله