وأما ما ورد منها في السنة وكلام السلف فكثير لا يحصى.
ففي الحديث: "من غزا ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى" (?) .
وحديث جابر: "يحشر الناس على نيتهم" (?) .
وحديث عمر: "إنما يبعث المقتتلون على النيات" (?) .
واعلم أن إخلاص النية لله تعالى لم يزل شرعا لمن قبلنا ثم لنا من بعدهم. قال تعالى: {شَرَعَ لكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} (الشورى: من الآية 13) . قال أبو العالية: "وصاهم بالإخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له".
وقال الفضيل: في قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الملك: من الآية 2) قال: "أخلصه وأصوبه, والخالص إذا كان لله تعالى, والصواب إذا كان على السنة" (?) .
وقوله: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ... " الخ.
أخبر صلى الله عليه وسلم أن هجران بلد الشرك والكفر والانتقال منه إلى الإسلام يختلف باختلاف النيات والمقاصد.
فمن كانت هجرته إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله, ورغبة في تعلم