يوعدون" (?) .

وخرج الترمذي عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يموت من أصحابي بأرض ألا بعث لهم نورا وقائدا يوم القيامة" (?) .

ولولا أنهم على هديه المطهر ودينه الذي أظهر, وشرعه الذي قدر, لما أمر صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنتهم عند الاختلاف والافتراق, وحدوث النزاع في الدين والشقاق, وما ذلك إلا أنهم اتبعوا سبيله وسيره, واقتفوا في أفعالهم وأقوالهم آثره, والتزموا طريقه ومنهاجه, ورفعوا قواعد الدين, ومهدوا فجاجه, حتى أضاءت بلوامع الحنيفية حوالك الأفاق, وأشرقت بقواطع مرهفاتهم كل الإشراق, وتلألأت بأنوار علومهم المغارب والمشارق, فأضحى بدر الدين بعد الأفول شارقا, وأصل الزيغ والضلال مستأصلا زاهقا, فمن تأمل آثارهم, وتدبر أحوالهم وأخبارهم, سيما عند النزاع والاختلاف, علم أنهم على السبيل الأعدل, والهدي الأكمل, وطريق الحق والإنصاف.

ولقد جرى بينهم منازعة اجتهادية, في أمور ليست اعتقادية, فلم يعدلوا فيها عن السنة والكتاب, بل كان ذلك فيما اختلفوا فيه فصل الخطاب, ولم يبغوا عن كتاب ربهم حولا, ولا عن سنة نبيهم بدلا, إذ لا قصد لهم سوى إقامة الصراط المستقيم, وإدامة مناهج الشرع القويم.

فمن ذلك اختلافهم عند قوله صلى الله عليه وسلم في مرض موته "ائتوني بقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده , حتى قال عمر رضي الله عنه: إن رسول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015