الكرخي (?) , وفي المشهد الذي يدعى أنه قبر علي وليس كذلك (?) , وما يفعل في البصرة وعند الزبير ببغداد, وما يفعل عند قبر ابن عباس والمحجوب (?) وأبي طالب, وما كان يفعل في مشاهد الأحساء قبل هذه الأيام, وبلدان فارس وعمان, ومشاهد اليمن وكل بلاد إلا ما شاء الله تعالى, علم أن هذا فسخ لدين الحق والهدى, ونسخ لبروده المحكمة السدى, ورفع لقواعد الشرك والضلال والردى, وذلك لطول العهد بلوامع الشريعة الغراء وبعد المدى وتيقن أن هذا مصداق قوله عليه الصلاة والسلام: "بدأ الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ, فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس" (?) وفي آخر: "الذين يصلحون ما أفسد الناس" (?) .
وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ووعد, وتطاول على غربة الإسلام المد, فلا يمضي قرن إلا خلفه من هم أسوء من الأولين حالا, وأعظم فتنة وأقبح أفعالا, والموفق فيه من رزقه الله تعالى فيه إخلاص الدين, وإسلام وجهه وإحسان عمله لرب العالمين, وعرج فيه على معراج التسليم والصبر, إلى منهاج الاحتساب للأجر.