في دفنه بعد تحققهم الموت (?) , وفي قتال أهل الردة (?) , وغير ذلك دليل على ما ذكرنا, فإذا كان أصحابه أعلم الأنام, بمدارك الأحكام, فكيف يسوغ منهم هذا الاختلاف, وهو حي في قبره كحياته بين أظهرهم؟.

ولما وقع التنازع في بيعة أبي بكر رضي الله عنه, هلا رجعوا في ذلك إليه, وعرضوا ذلك كله عليه, ولم عدلوا إلى الاستشفاع بعده بدعاء عمه العباس (?) وتركوا سيد الناس؟ وما ذاك إلا لما أتوا من العلم, ومنحوا من الفهم, ورزقوا من الإتباع, وترك الأهواء والابتداع رضي الله عنهم أجمعين.

هذا ما ظهر لي في تحقيق هذه المسألة وتقريرها, وكشف أسرارها وتحريرها, فعض عليها بالنواجذ والأنياب, فإنك قد لا تجده مسطرا في كتاب.

ومن ذلك: تقبيل هؤلاء القبور والطواف بها, والتمسح ببنائها, وأخذ تربتها وأكلها, ونقلها للتبرك, وإيقاد النار والمسرج فيها, وشد الرحيل إليها, وإلقاء الخرق عليها وكل هذا من الأوضاع الجاهلية, التي غيروا بها الحنفية, ووضعوها للات والعزى, ورموا بها نصرا وعزا, حتى ظهر عليهم صلى الله عليه وسلم فلم يبق منهم ركزا, فمن اعتصم بكتاب الله وتمسك بسنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015