ومن ذلك: جمع عثمان الأمة على مصحف واحد, وإعدام ما سواه مما يخالفه خشية تفرق الأمة, فاستحسنه علي وأكثر الصحابة, وكان ذلك عين المصلحة.
وكذلك قتال ما نعي الزكاة: توقف فيه عمر وغيره, حتى بين لهم أبو بكر رضي الله عنه أصله الذي يرجع إليه من الشريعة, فوافقه الناس على ذلك.
ومن ذلك: كتابة الحديث نهى عنه عمر وطائفة من الصحابة, ورخص فيه الأكثرون, واستدلوا بأحاديث من السنة.
وكذلك: تفسير الحديث والقرآن.
وفي هذه الأزمان التي بعد العهد فيها بعلوم السلف يتعين ضبط ما نقل عنهم من ذلك كله, ليتميز به ما كان من العلم موجودا في زمانهم, وما حدث من ذلك بعدهم, فيعلم بذلك السنة من البدعة.
وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة, وإنكم ستحدثون ويحدث لكم, فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الأول. (?) وابن مسعود قال هذا في زمن الخلفاء الراشدين.
وروى ابن مهدي عن مالك قال: "لم يكن شيء من هذه الأهواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان" (?) .
وكأن مالكا يشير بالأهواء إلى ما حدث في التفرق في أصول