وروى أشعث عن الشعبي قال: إذا اختلف الناس في شيء, فانظر عمر فخذوا به" (?) . وكذا قال أيوب عنه.
وروي عن ابن مسعود أنه كان يحلف بالله: "إن الصراط المستقيم هو الذين ثبت عليه عمر حتى دخل الجنة" (?) .
وبكل حال فما جمع عليه عمر الصحابة, فاجتمعوا عليه في عصره فلا شك أنه الحق , ولو خالف فيه بعد ذلك من خالف. وإنما وصف الخلفاء بالراشدين؛ لأنهم عرفوا الحق وقضوا به, والراشد ضد الغاوي, والغاوي من عرف الحق وعمل بخلافه (?) .
وفي رواية "المهديين" يعني: أن الله تعالى يهديهم للحق, ولا يضلهم عنه, فالأقسام ثلاثة: راشد, وغاو, وضال, فالراشد عرف الحق واتبعه, والغوي: عرف الحق ولم يتبعه, والضال: لم يعرفه بالكلية.
فكل راشد فهو مهتد, وكل مهتد هداية تامة فهو راشد؛ لأن الهداية إنما تتم بمعرفة الحق والعمل به أيضا.
وقوله: "عضوا عليها بالنواجذ" كناية عن شدة التمسك بها, والنواجذ: الأضراس.
قوله: "إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة" تحذير للأمة من إتباع الأمور المحدثة المبتدعة, وأكد ذلك بقوله: "كل بدعة ضلالة".
والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه, فأما ما كان له أصل في الشريعة يدل عليه فليس ببدعة شرعا, وإن كان بدعة