وقال سليمان التيمي: "إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته". وهذا من أعظم الأدلة على وجود الإله الحق المجازي بذرات العمال في الدنيا قبل الآخرة, ولا يضيع عنده عمل عامل, ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار, فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله, فإن من أصلح ما بينه وبين الله, أصلح الله ما بينه وبين الخلق, ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس ذاما. (?)
انتهى الكلام على التقوى, ومقامها يستدعي الإطناب لا الاختصار, ولكن لا يليق بهذه الأوراق إلا الاقتصار, ولو تتبعنا ما ورد فيها من الآيات والأخبار, وما ثبت عن السلف الصالح فيها من الآثار, لاستدعى حمله من الأسفار.
وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا, وبها تنتظم مصالح العباد في معايشهم, وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم, كما قال علي رضي الله عنه: "إن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر, إن كان فاجرا عبد المؤمن فيه ربه, وحمل الفاجر فيها إلى أجله" (?) .
وقال الحسن في الأمراء: "هم يلون من أمورنا خمسا: الجمعة, والجماعة, والعيد, والثغور, والحدود, والله ما يستقيم الدين إلا بهم, وإن جاروا وظلموا, والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون, مع أن والله إن طاعتهم لغيظ وأن فرقتهم لكفر".
وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي أمامة قال: سمعت