سمع منه جماعة آخرهم وفاة الزاهد بهاء الدين عبد الله بن الرضى بن خليل المكى.
وتوفى ابن ديلم فى غرة شهر ذى القعدة سنة اثنتى عشرة وسبعمائة بمكة.
نقلت وفاته من خط جدى الشريف على الفاسى.
وذكر أنه كان ناظر الحرم الشريف، وهو معنى قول ابن قطرال شيخ الحرم، وأظنه ولى فتح الكعبة نحو أربعين سنة؛ لأنى وجدت بخط البرزالى فيما انتقاه من ذيل الظهير الكازرونى نسخة كتاب كتبه أبو نمى صاحب مكة، فى سنة سبع وسبعين وستمائة، إلى علاء الدين صاحب الديوان ببغداد، يتضمن الدعاء له ولأخيه، وفيها شهادة قاضى مكة الجمال بن المحب الطبرى، وابن منعة وابن ديلم، وإمام الشافعية والحنفية والحنابلة، ووجه الدلالة من هذا على ما ذكرناه، شهادة المذكورين فى الكتاب دون غيرهم من أهل العلم، كالمحب الطبرى وشبهه، إنما هو لكونهم أصحاب وظائف مشهورة بالحرم، والله أعلم.
قاضى ينبع، كان يتولى الأحكام الشرعية بوادى ينبع من بلاد الحجاز، بولاية من الإمام الزيدى، صاحب صنعاء (?)، ولى ذلك سنين كثيرة حتى مات. وكان يتوقف فى قبول شهادة كثير من المخالفين لمذهب الزيدية. وكان ينسب لمعرفة فى مذهب الزيدية، حج فى سنة تسع عشرة وثمانمائة، فأدركه الأجل بعد الحج فى يوم النفر الأول أو الثانى من هذه السنة، ودفن بالمعلاة، وبنى على قبره نصب.
صاحب الحلة (?)، سافر إلى العراق مرتين فى زمن أبى سعيد بن خربندا، وعظم شأنه