وأنشدنى الأئمة العلماء: صدر الدين أبو الربيع سليمان بن يوسف بن مفلح الياسوفى، وشهاب الدين أحمد بن العلامة عماد الدين إسماعيل بن خليفة الحسبانى وشمس الدين محمد بن الظهير إبراهيم الجزرى، إذنا، مشافهة ومكاتبة، أن الواعظ شمس الدين محمد بن يوسف بن يحيى السقطى المكى، أنشدهم لنفسه هذه الأبيات، وذكر أنه نظمها ارتجالا، بين يدى الشيخ جمال الدين الإسنائى، ذكر فيها أسماء مصنفاته ـ وقد أنشده شخص ثلاثة أبيات فى كتابه «التمهيد» فقال:
سناء الإسنائى أبدى لنا ... جواهر «التمهيد» كالكوكب
نقح بالعلم «مهماته» ... «تذكرة» للطالب المجتبى
فزاد رى فى مدا عمره ... فهو لنا «نهاية المطلب»
ولم أدر متى مات، إلا أنه كان حيا فى سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر، وكان وعظ بمكة.
قاضى الحرمين واليمن والشام، والجانب الشرقى والشرقية، وعدة نواح من السواد، ولى ذلك بتقليد من المقتدر، بإشارة الوزير أبى على الحسن بن على بن عيسى، فى سنة إحدى وثلاثمائة، ثم قلده قضاء القضاة فى سنة سبع عشرة، وكان من خيار القضاة حلما وعقلا وجلالة وصيانة وذكاء وفضلا وكرما، سمع محمد بن الوليد البسرى، ومحمد بن إسحاق الصاغانى، وجماعة.
وروى عنه أبو بكر الأبهرى الفقيه، وأبو الحسن الدارقطنى، وجماعة.
وتوفى يوم الأربعاء لخمس بقين، وقيل لسبع بقين، من شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، ودفن فى داره، ومولده لسبع خلون من رجب، سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
أمير مكة، وليها سنة ثمان وستين ومائتين، وقدم مصر، فحدث بها عن على بن عبد العزيز البغوى، بموطأ مالك، وكان ثقة مأمونا.