مولده فى العشر الأول من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وستمائة بمدينة سبتة، ونشأ بها وحصل وصار خطيبها. ولزم الإقرأ فى الفقه ثلاثين سنة.
كان حسن الهيئة منور الوجه كثير البشر، مع كثرة الخشوع والبكاء. خرج من بلده بغية الحج والمجاورة إلى الموت، وباع كتبه بألف دينار، ووقف أملاكه على جامع سبتة، واستصحب معه ما قام بأمره إلى حين وفاته.
وكانت إقامته بالحرمين، نحو سبع سنين، ما يتناول فيها من أحد شيئا. وكان كثير الإيثار والشفقة على الغرباء.
ومن علومه: القراءات والحديث، والفقه، والنحو. وروى الموطأ عن أبى الحسين عبد الله بن أحمد بن أبى الربيع، عن ابن بقى، وروى الشفاء للقاضى عياض. وحدث بمكة والمدينة، سمع منه أعيان من بهما.
وتوفى فى الحادى والعشرين من جمادى الأولى، سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة. انتهى.
قلت: خاتمة أصحابه بالسماع والإجازة: شيخنا شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان المدنى، المعروف بالششترى، سمع عليه الشفاء بفوت يسير، شملته الإجازة.
وتفرد به عنه. وممن سمعه عليه الشيخ خليل المالكى، إمام المالكية بالحرم الشريف.
سمع ببلده نيسابور، على أبى الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيرى: أربعينه السباعية، ومن جماعة منهم أبو الفضل [ ..... ] (?) ببغداد، وابن خميس بالموصل،