هكذا ذكره لى صاحبنا أبو الطيب محمد بن الزين القيروانى، نزيل مصر، قال: إن أصله من الأندلس: ومولده بالجزائر من بلاد المغرب. قرأ بها القرآن والفقه، ثم انتقل إلى تلمسان (?)، وأقام بها.
وثابر على قراءة العلم على جماعة من شيوخها، كقاضى الجماعة بها، أبى عثمان سعيد العقبانى مدة، ثم وصل إلى تونس، وحضر مجلس الإمام أبى عبد الله بن عرفة، وعظمه وأكرم مثواه وكان يطلب منه الدعاء، وحضر مجلس قاضى الجماعة، أبى مهدى عيسى الغبرينى.
وأقام بتونس سنة أو أكثر قليلا، ثم ارتحل إلى مصر، فأقام بها أشهرا، ثم حج. وأقام بالمدينة خمسة أعوام، يؤدب الأطفال. انتهى.
وأخبرنى صاحبنا الشيخ خليل بن هارون الجزائرى ـ نزيل مكة ـ غير مرة، عن شخص يقال له الحسن المرينى ـ أثنى عليه الشيخ خليل، ووصفه بصلاح وخير ـ أن الشيخ أبا عبد الله بن الفخار هذا، كان إذا لقيه قال: ما لى أراك مخروطا؟ .
قال المرينى: فقلت فى نفسى: كأنه يكاشفى، فعزمت على امتحانه، وخرجت فى الليل إلى باب منزلى عريانا، واستغفرت الله تعالى، فلما أصبحت، غدوت إلى الشيخ أبى عبد الله بن الفخار، فلما رآنى أعرض عنى.
قال: فقلت له: إيش جرى؟ . قال: تخرج إلى باب منزلك عريانا؟ . قال: فاستغفرت الله تعالى، وقلت: لا أعود. قال: فقال لى: لولا الأدب مع الشرع، لأخبرت ما يصنع الإنسان على فراشه؟ .