المقرئ بالحرم الشريف. هكذا وجدته بخط ابن عبد الحميد، فى عدة طباق، على جماعة سمع عليهم، منهم: عز الدين الفاروثى بمكة، فى حدود سنة تسعين وستمائة.
كان أبوه من موالى السيد عز الدين حميضة بن أبى نمى، صاحب مكة. ولذلك قيل له: العزى، ونشأ ملائما لجماعة من أعيان الأشراف وغيرهم، وظهرت منه خصال جميلة، واشتهر ذكره، وصار مقبول الشهادة عند الحكام، وغيرهم. ورزق جانبا من الدنيا وعدة أولاد، وكان زيدى المذهب، وينسب إليه الغلو فيه، مع قوة فى الرمى بالنشاب، وكان طويل الشكالة، غليط الجسم، شديد السمرة.
توفى فى المحرم سنة عشرين وثمانمائة. وقد جاوز الثمانين بسنة أو بسنتين. وكان على ذهنه فوائد من أخبار بنى حسن ولاة مكة وغيرهم.
هكذا وجدته منسوبا بخط شيخنا ابن سكر. ووجدت بخطه أيضا: أنه سمع على شيختنا أم الحسن فاطمة بنت الحرازى. وكان أحد الطلبة بدرس يلبغا.
وكان يؤم بمقام الحنفية نيابة عن إمامه، شبخنا الشيخ شمس الدين محمد بن محمود بن محمود الخوارزمى، المعروف بالمعيد، ولازمة مدة، وأخذ عنه علم العربية وغيرها.
وكان جاور بمكة سنين كثيرة متأهلا بها، حتى توفى فى طاعون كان سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة. وكانت وفاته قبل شهر رجب.
* * *
سمع من أبيه وعمه وشيخنا ابن صديق وغيرهم من شيوخنا.