نزيل مكة. كان متعبدا، وفيه سماح وكرم نفس.
وبلغنى عنه: أنه دخل إلى بلاد العجم، وجال نحو أربع عشرة سنة، وضاق خاطره بها، لكونه لا يعرف لسانهم فتعلمه، ونسى كلام العرب. وأنه أراد بعد ذلك استعلامهم، فما عرف ما قالوه له.
هذا معنى ما بلغنى عنه فى هذه الحكاية.
وقد تردد لليمن مرات، وصحب بها جماعة من الصالحين، وأهل الدنيا، ونال فيها برا طائلا غير مرة. وأدركه الأجل بتعز (?) باليمن، بعد قدومه إليها من مكة بقليل فى ليلة الحادى والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وثمانمائة.
ودفن بمقبرة الأجناد. وقد بلغ السبعين أو جاوزها. لقيته غير مرة يتكلم بكلام العرب.
* * *
قال يعقوب بن سفيان: ولى سليمان ـ يعنى والد محمد هذا ـ مكة والمدينة سنة أربع عشرة ومائتين.
وكان ابنه ـ يعنى محمدا هذا ـ على مكة مرة، وعلى المدينة مرة. وكان هو وأبوه يتداولان على المدينة ومكة. انتهى.
وذكر الأزرقى ما يدل لولاية محمد بن سليمان هذا على مكة؛ لأنه قال فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله: ما جاء فى أول من استصبح حول الكعبة، وفى المسجد الحرام بمكة، وليلة هلال المحرم: فلم يزل مصباح زمزم على عمود طويل مقابل الركن الأسود الذى وضعه خالد القسرى.