ثم استدعاه أبوه إلى مكة بعد أن لايم صاحبها، فوصل إلى مكة فى الموسم من سنة ست عشرة وثمانمائة، ثم قبض عليهما بمنى، وشنقا بعد المغرب من ليلة نصف ذى الحجة سنة ست عشرة وثمانمائة. وكان شنقه بباب الشبيكة، وشنق أبيه بباب المعلاة.
وبلغنى: أن محمدا ـ هذا ـ لما استأذن صاحب اليمن فى القدوم إلى مكة، وأخبره باستدعاء أبيه له، قال له كلاما معناه: إنكما تشنقان أو تكحلان. فكان من أمرهما ما كان.
وبلغنى: أن محمدا ـ هذا ـ فاضت روحه من خوف القتل قبل شنقه، فالله يغفر له. وقبره بالمعلاة. وعمره ثلاثون ـ ظنا ـ والله أعلم.
كان من أعيان الأشرف ذوى أبى نمى.
توفى فى آخر اليوم السابع من ذى القعدة سنة ست عشرة وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة. وقد بلغ الثلاثين أو جاوزها.
سمع من بعض شيوخه بمكة، وحفظ بعض المختصرات فى فقه الحنفية، واشتغل بالعلم.
وسافر مع أبيه إلى مصر فى موسم سنة أربع عشرة وثمانمائة، فأقام بها إلى أن توفى فى سنة خمس عشرة وثمانمائة فى ذى الحجة ـ فيما أحسب ـ بخانقاه سعيد السعداء. ودفن بمقبرة الصوفية. وقد جاوز العشرين، وكان خيرا.
* * *
ذكر المنذرى: أنه ولد فى الرابع عشر من رجب، سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وأجاز له: أبو القاسم بن الحصين، والقاضى أبو بكر الأنصارى، والشروطى، وجماعة.
وسمع من: جده أبى جعفر أحمد بن محمد العباسى، وأبى الوقت السجزى، وغيرهم.