وذكر صاحب البهجة، أنه أوصى ألا تهلب عليه الخيل، ولا تطلب عليه السروج، وأن يدفن بين الغرباء.
وكان مولده فى ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
وذكر أبو شامة: أنه بنى القبة التى على مقام إبراهيم عليه السلام.
والدراهم المسعودية، المتعامل بها، منسوبة إليه فى غالب ظنى. والله أعلم.
هكذا وجدته منسوبا بخط شيخنا ابن سكّر، وسألت عنه السيد العلامة تقى الدين الفاسى، فذكر أنه كان فقيها صالحا عابدا ورعا زاهدا كريما محسنا إلى الفقراء، وكان شيخ الفقراء برباط ربيع، وعمل فيه صهريجا من ماله، وبيض الرباط، وعمر فيه أماكن، ثم انتقل إلى المدينة بعد أن أقام بمكة أكثر من ثلاثين سنة، ومات بها فى سنة خمس وسبعين وسبعمائة، ودفن عند شهداء أحد، رضى الله عنهم.
[ .......... ] (?).
أمير مكة، جهزه إليها الملك الكامل، سنة تسع وعشرين وستمائة، لإخراج راحج ابن قتادة، وعسكر الملك المنصور صاحب اليمن فى جيش كثيف، فاستولوا على مكة، ثم أخرجه منها راجح فى صفر سنة ثلاثين. وكان وزير الملك الصالح أيوب بن الكامل، وقام بتدبير الأمر بعده، حتى وصل ولده المعظم توران شاه، وتهيأت له السلطنة، فلم يقبلها، ثم قتل بإثر ذلك، فى رابع ذى القعدة سنة سبع وأربعين وستمائة بالمنصورة من دمياط، وحمل إلى القاهرة، فدفن فى تربته بالقرافة، وكان ذا رأى وعقل ودهاء وشجاعة وكرم، وله شعر، منه قوله [من الطويل]:
عصيت هوى نفسى صغيرا فعند ما ... رمتنى الليالى بالمشيب وبالكبر
أطعت الهوى عكس القضية ليتنى ... خلقت كبيرا وانتقلت إلى الصغر