وكان سمع الحديث بمكة، وأجازه جماعة من شيوخها، وباليمن، وخرج لنفسه أربعين حديثا، وكان له إلمام بالعلم، واطلاع على الهيئة والهندسة والمنطق والروحانيات، وكان يحب العلماء ويكرمهم، وكانت مدة سلطنته ستا وأربعين سنة، وأحد عشر يوما، وعاش أربعا وسبعين سنة وثمانية أشهر وعشرة أيام.
وكانت وفاته فى يوم الثلاثاء، ثالث عشر رمضان، سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة، أيام ولاية أبيه لها، نيابة عن الملك المسعود.
المؤدب بالمسجد الحرام، سمع من العفيف النشاورى «السيرة» للمحب الطبرى، وسمع عليه، وعلى الشيخ أبى العباس بن عبد المعطى، والقاضى فخر الدين أبى اليمن محمد بن العلاء محمد بن الكمال محمد بن أسعد بن عبد الكريم الثقفى القاياتى الشافعى «الشفاء» للقاضى عياض، بالمسجد الحرام، فى مجالس آخرها الرابع من شعبان سنة خمس وثمانين وسبعمائة. وأجازه الثلاثة، وحضره معه ولده محمد فى الثالثة من عمره، وسمع مجلس الختم، وأوله: فصل واعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف [ ...... ] (?) أولاده الثلاثة: إبراهيم ومريم وآمنة، وأجاز وحفظ.
كان يؤم بمقام المالكية، نيابة عن القاضى نور الدين النويرى، وأدب أولاده مع جماعة من أولاد أعيان الحرم، وكان خيرا.
توفى بمكة بعد أن جاور بها سنين كثيرة، فى ليلة السبت تاسع عشرى شهر ربيع الأول، من سنة أربع وتسعين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة.
مفتى مكة، روى عن داود بن عبد الرحمن العطار، وعبد الله بن زرارة الحجبى [ ....... ] (?).
روى عنه: أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقى، مؤلف «أخبار مكة» وأبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبى مسرة، المكيان.
وذكره الفاكهى فى فقهاء مكة، فقال: ثم كان مفتيهم يوسف بن محمد العطار، وعبد الله بن قنبل، وأحمد بن زكريا بن أبى مسرة. انتهى.