عن مالك: كان هشام بن حكيم كالسائح، ما يتخذ أهلا ولا ولدا. وكان عمر بن الخطاب إذا سمع بالشيء من الباطل يريد أن يفعل، أو ذكر له، يقول: لا يفعل هذا ما بقيت أنا وهشام بن حكيم. قال مالك: ودخل هشام بن حكيم على العامل فى الشام فى الشئ، يريد الوالى أن يعمل به، قال: فيتواعده ويقول له: لأكتبنّ إلى أمير المؤمنين بهذا، فيقوم إليه العامل فيتشبث به، قال: وسمعت مالكا يقول: إن هشام بن حكيم، والذين كانوا معه بالشام، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، قال: وكانوا يمشون فى الأرض بالإصلاح والنصيحة، يحتسبون. انتهى.
وقال النووى: روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أحاديث. روى له مسلم حديثا واحدا. وروى عنه جماعة من التابعين. انتهى.
وممن يروى عنه: جبير بن نفير، وعروة بن الزبير، وقتادة السلمى البصرى، والد عبد الرحمن بن قتادة. وروى له مسلم، وأبو داود، والنسائى حديثا واحدا، فى الذين يعذّبون الناس فى الدنيا، ووقع لنا بعلوّ، واختلف فى أمه على ثلاثة أقوال، فقيل: إنها زينب بنت العوام، أخت الزبير بن العوام، حكاه المزى فى التهذيب. وقيل مليكة بنت مالك بن سعد من بنى الحارث بن فهر، حكاه المزى أيضا. وقيل أمه بنت عامر بن صعصعة من بنى محارب بن فهر، حكاه المزى أيضا عن ابن البرقى. وقيل أمه من بنى فراس بن غنيم، حكاه المزى فى التهذيب، ولم يعزه، وذكره أيضا الزبير بن بكار، ولم يحك غيره.
وذكر ابن البرقى: أن هشام بن حكيم ولد ثمانية: عمر، وعبد الملك، وأمة الله، وسعيد، وخالد، والمغيرة، وفليح، وزينب.
وذكر الزبير بن بكار، أنه مات قبل أبيه، ولم يعيّن تاريخ سنة موته.
وذكر أبو نعيم الأصبهانى، أنه استشهد بأجنادين من أرض الشام، ونقل ذلك النووى عن غير أبى نعيم أيضا، قال: وغلطهم فيه ابن الأثير، وقال: هذا وهم، والذى قتل بأجنادين هشام بن العاص، يعنى أخا عمرو بن العاص، قال: وقصة هشام بن حكيم مع عياض بن غنم، تدلّ على أنه عاش بعد أجنادين، وهى أنه مرّ على عياض، وهو وال على حمص، وقد شمّس ناسا من النّبط فى الجزية، فقال له هشام: ما هذا يا عياض! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يعذّب الذين يعذبون الناس فى الدنيا» رواه مسلم فى صحيحه.
وحمص إنما فتحت بعد أجنادين بزمان طويل. انتهى.