ظهر فى آخر أيام الحاكم العبيدى صاحب مصر، وكان يدعو إلى عبادة الحاكم. وحكى عنه، أنه سبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف، وسار فى البوادى يدعوهم، إلى أن قتله الله تعالى بمكة، وكان لما وصل إليها، اجتمع مع أبى الفتوح أميرها، فنزل عليه، فلما رآه المجاورون يطوف بالكعبة، مضوا إلى أبى الفتوح، وذكروا له شأنه، فقال: هذا قد نزل علىّ، وأعطيته الذمام. فقالوا: إن هذا سب النبى صلى الله عليه وسلم، وبصق على المصحف، فسأله عن ذلك، فأقر به، وقال: قد تبت. وقال المجاورون: توبة هذا لا تصح، وقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم، بقتل ابن خطل، وهو متعلق بأستار الكعبة، وهذا لا يصح أن يعطى الذمام، ولا يسع إلا قتله، فدافعهم أبو الفتوح عنه، فاجتمع الناس عند الكعبة، وضجوا إلى الله سبحانه وتعالى وبكوا، وكان من قضاء الله تعالى، أن الله تعالى أرسل ريحا سوداء، حتى أظلمت الدنيا، ثم انجلت الظلمة، وصار على الكعبة فوق أستارها كهيئة الترس الأبيض، له نور كنور الشمس، دون سقف الكعبة، بنحو القامة، فلم يزل كذلك يرى ليلا ونهارا على حاله، مدة سبعة عشر يوما.
فلما رأى أبو الفتوح ذلك، أمر بالمسمىّ بهادى المستجيبين، وغلام كان صحبته مغربى، إلى باب العمرة، فضربت أعناقهما، وصلبا، ولم يزل المغاربة يرجمونهما بالحجارة، حتى سقطا إلى الأرض، فجمعوا لهما الحطب والعظام وأحرقوهما، وكان قتل المذكور فى سنة عشر وأربعمائة، كما ذكر [ ..... ] (?) فى «وفياته» ومنه لخصت هذه الترجمة، وهو نقلها عن كتاب شخص صوفى، يكنى أبا الوفا بن أبى الفتح بن أبى الفوارس البغدادى الحافظ.
* * *
من أهل مكة، يروى عن أبى ضمرة، ويحيى بن أبى قتيلة. روى عنه أبو الدرداء عبد الرحيم بن حبيب المروزى.