وأربعين وخمسمائة. وتوفى ليلة الجمعة رابع عشر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بقلعة إربل، ودفن بها، ثم حمل بوصية منه إلى مكة شرفها الله تعالى. وكان قد أعد له بها قبة تحت الجبل فى ذيله، يدفن فيها، وقد سبق ذكرها.
فلما توجه الركب إلى الحجاز، فى سنة إحدى وثلاثين، سيّروه فى الصحبة، فاتفق أن رجع الحاج تلك السنة من لينة، ولم يصلوا إلى مكة، فردوه ودفنوه بالكوفة، بالقرب من المشهد، رحمه الله تعالى.
وكوكبورى بضم الكافين، وهو اسم تركى معناه بالعربى: ذئب أزرق. وبكتكين، بضم الباء الموحدة (وسكون الكاف وكسر التاء المثناة من فوقها والكاف وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هو اسم تركى أيضا. ولينة، بكسر اللام وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح النون وبعدها هاء ساكنة: منزلة فى طريق الحجاز من جهة العراق. وكان الركب فى تلك السنة، قد رجع منها لعدم الماء، وقاسوا مشقة عظيمة.
يقال هو مولى خالد بن أسيد، سكن مكة والمدينة. روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثه، قال: «رأيت النبى صلى الله عليه وسلم يصلى فى ثوب واحد، عند البئر العليا» (?). ذكره هكذا ابن عبد البر فى الاستيعاب.
وذكره المزى فى التهذيب، فقال: كيسان بن جرير القرشى الأموى، أبو عبد الرحمن المدنى، والد عبد الرحمن بن كيسان، مولى خالد بن أسيد، عداده فى الصحابة، روى عن النبى صلى الله عليه وسلم، فى الصلاة فى ثوب واحد. روى عنه ابنه عبد الرحمن بن كيسان وغيره.
روى له ابن ماجة، وممن يسمى كيسان من الصحابة: كيسان بن عبد الله بن طارق اليمانى؛ ثم الشامى، أبو نافع الدمشقى، والد نافع بن كيسان، له حديثان: أحدهما يرويه عبد الله بن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، أنه كان يتّجر فى الخمر فى زمان النبى صلى الله عليه وسلم، فأقبل من الشام، ومعه خمر فى زقاق، يريد