يكاد يعلقه (?) عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
هذا الذى لم يضع للملك حرمته ... إن الكريم الذى يحظى به الحرم
وحدثنى يونس بن عبد الله، عن داود بن سلم، قال: كنت يوما جالسا مع قثم بن العباس، قبل أن يملّكوا بفنائه، فمرت بنا جارية، فأعجبت قثم، ولم يمكنه ثمنها. فلما ولى قثم اليمامة، اشترى الجارية إنسان يقال له صالح. فكتب داود بن سلم إلى قثم بن العباس (?) [من المنسرح]:
يا صاحب العيس ثم راكبها ... أبلغ إذا ما أتيته (?) قثما
أن الغزال التى أجاز بنا ... معارضا إذ توسط الحرما
حوّله صالح فصار مع الإن ... س وخلى الوحوش والسلما
فأرسل قثم فى طلب الجارية ليشتريها، فوجدها قد ماتت.
وأتاه أعرابى باليمامة، فأنشده [من الرجز]:
يا قثم الخير جزيت الجنة ... أكس بنيّاتى وأمّهنّه
أقسم بالله لتفعلنه
فقال: قد أبر يمينك.
وابنه عبد الله بن قثم، كان واليا على اليمامة وعلى مكة. انتهى.
وذكر الزبير فى ولد عباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب: قثما آخر، وعرف أحدهما بالأكبر، والآخر بالأصغر، ولم يبين صاحب هذه الواقعة منهما، وذكر أن قثم الأكبر لا بقية له. ورأيت فى تاريخ الإسلام للذهبى، أنه توفى سنة تسع وخمسين ومائة، والله أعلم.
* * *