ذكره ابن مسدى فى معجمه، وقال: برع فى الأدب، وكان فصيح العبارة، دقيق الإشارة، وقد سمع من أبى محمد القاسم بن على بن عساكر وغيره، وحدث. سألته عن مولده، فقال: فى ذى القعدة من سنة ست وستين وخمسمائة بالمعزية، وتوفى رحمه الله بها فى يوم الثلاثاء الثامن من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وقد جاور بمكة مدة، ورجع فانقطع بالجامع الأزهر، وهناك سمعت شيئا عليه من روايته وشعره، قال: وكان أبوه فارضا على يدى الحاكم بمصر، من أهل العلم والطب.
وذكره الرشيد العطار فى مشخته، وقال: يعرف بابن المفرّض هكذا، والفارض أصح، كان حسن النظم متوقد الخاطر، وكان يسلك طريق التصوف، وينتحل مذهب الشافعى، والأصل فيه من حماة، أقام بمكة مدة، وصاحب جماعة من المشايخ، ثم عاد إلى بلده وأقام بها إلى أن مات.
وذكره الشيخ عبد الله اليافعى فى تاريخه، وذكر له حكاية بليغة فى مبدأ حاله، منها أنه وصل إلى مكة فى الحال مع بعض المشايخ وأقام بها اثنتى عشرة سنة، وفتح عليه، ونظم فيها ديوانه المشهور.
ثم قال: ومن المشهور أنه وقع للشيخ الدين السّهروردىّ قبض فى بعض حجّاته، فخطر بقلبه: ترى هل ذكرت فى هذا الموسم؟ فسمع قائلا يقول: من فطيمة فى سوق الغزل! . فأتى إليه الشيخ شرف الدين بن الفارض المذكور فأنشده، وقيل إن الشيخ شهاب الدين، استنشده من قريضه قصيدة، فأنشده قصيدة مفتتحها [من البسيط] (?):