قطّع قلبى من عرى العلائق ... بالأبرقين سائق الأيانق
فلا تكن بى عنهم بعائق ... ففى منى منية كلّ عاشق
والخيف فيه خوف كلّ مغرم ... جرح فؤادى لا يزال داميا
وداء قلبى لم يجد مداويا ... وما له إلا الشّفاء شافيا
وللجمار كم رأينا راميا ... من العيون البابليّات رمى
ما حجّر النوم عن المحاجر ... إلّا فراقى لحلول حاجر
والله مالى عنهم من حاجر ... واندمى فارقت شعب عامر
وعامر قدمى واندمى ... ما الحب إلا منحة ومحنة
وفرحة طورا وطورا ترحة ... وأهل ودى باللقا أشحة
وغادة أسلم جفنى صحة ... من جفنها ممزوجة بالسّقم
ممكورة عنها فؤادى ما نوى ... صدّا ولا أمسى عميدا للجوى
إنى وقيس فى الصّبابات سوا ... لا تسألن عنى وعنه فالهوى
أعظم شجونى وأدقّ أعظمى ... قولك عندى فى هواهم لم يصح
فخلّ عنك العذل فيهم واطّرح ... أرح عن قلبى المعنّى واسترح
لو سلمت أكبادنا لم تفتضح ... من الهوى وإنها لم تسلم
وكان الحنديدىّ المذكور، هجا الأشراف أصحاب المخلاف السّليمانى (?)، فكتب إليه الأديب أبو عامر منصور بن عيسى بن سيحان، بقصيدة يعاتبه على ذلك، ويعظم عليه وينهاه، وهى على روى قصيدته التى هجاهم بها، يقول فيها [من الوافر]:
[و] (?) قل لى يا علىّ بأى وجه ... جعلت قناع حرمتهم مذالا
تلقّب بعضهم فيها حميرا ... وتجعل بعضهم فيها بغالا