أمير مكة والمدينة والطائف، كان واليا على ذلك فى سنة أربع ومائة. وفى سنة خمس ومائة. وعزل عن ذلك فى سنة ست ومائة، بإبراهيم بن هشام المخزومى.
ولد فى شوال سنة ثمان وسبعين وسبعمائة. واعتنى أبوه كثيرا بتعليمه القرآن، وبصلاته للتراويح، فصلاها بالمسجد الحرام، واحتفل أبوه كثيرا بالوقيد والشمع.
وأم بمقام إبراهيم الخليل عليه السلام بالمسجد الحرام نيابة، أوقاتا كثيرة. وكان يجهز فى قراءته كثيرا كأبيه، وله طلب بالمدرسة المنصورية بمكة وغيرها، وكان يتعبد كثيرا بالطواف ليلا، وناله تعب كثير لقلة ذات يده.
وتوفى فى يوم الأربعاء خامس جمادى الأولى، سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودفن فى عصره بالمعلاة.
وتوفى أخوه لأبيه أحمد بن زين الدين الطبرى المذكور، فى ليلة الرابع والعشرين من جمادى الآخرة من السنة المذكورة. وقد بلغ العشرين أو جاوزها.
ذكره الشيخ صلاح الدين الصفدى فى كتابه «أعوان النصر، وأعيان العصر». وقال: أخبرنى شيخنا أثير الدين ـ يعنى أبا حيان الأندلسى ـ قال: كان عندنا بالقاهرة، وله نظم حسن، ورحل إلى الحجاز واستوطن مكة، وصحب ملكها أبا نمى الحسنى، وله فيه أشعار حسنة، أجاد فيها نظما كثيرا، وتعرض فى مدحه لأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، فقتل بها أشنع قتل. ومن شعره [من الطويل]:
عليل أسى لا يهتدى لمكانه ... عزيز أسى لا يرتجى من سقامه
خذوا إن قضى فى الحب عمدا بثأره ... أخا البدر يبدو فى غمام لثامه
ورفقا به لا ناله من يشينه ... وإن كان أسقى الصب كأس حمامه
غزال تضاهيه الغزالة فى الضحى ... وتشبهه فى البعد عن مستهامه