على المأمون. فقال: يا أمير المؤمنين، مم يضحك هذا؟ لم يصطف الله يوسف لجماله، وإنما اصطفاه لدينه وبيانه، وقد قص ذلك فى كتابه بقوله تعالى: (فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف: 54] ولم يقل: فلما رأى جماله. فبيانى يا أمير المؤمنين أحسن من وجه هذا. فضحك المأمون وأعجبه قوله.
وقال للمعتصم: إن وجهى لا يكلمك، وإنما يكلمك لسانى وقد رأيت صاحب الترجمة، ذكر ذلك فى كتابه «الحيدة» وهى عظيمة فى معناها، لمن رآها، جزاه الله خيرا فى أداها.
كان من الصالحين المجاورين بمكة، وبها توفى ودفن بالمعلاة. وبلغنا عنه حكاية بعد موته، تدل على عظم قدره، فى أنه لما مات، لقنه بعض المكيين، فسمع الشيخ نجم الدين الأصفهانى ـ المقدم ذكره ـ الشيخ عبد العزيز هذا، وهو يقول فى قبره عند تلقينه: ألا تعجبون من ميت يلقن حيا.
وما عرفت متى مات، إلا أن الرجل الذى لقن هذا الميت، توفى سنة أربع وسبعمائة.
شيخ فاضل، له نظم، توفى فى الثانى والعشرين من ذى الحجة، سنة خمس وستمائة بمكة.
ترجم فى حجر قبره: بالشيخ المرحوم الصالح الزاهد العابد، زين الحاج، والحرمين، أبى اليتامى والمساكين، كهف الفقراء والمنقطعين.
وفيه: أنه توفى يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى سنة أربع [ .... ] (?) وستمائة، وقبره عند قبر الشولى.