قال الزبير: وحدثنى مصعب بن عبد الله عن بعض القرشيين، قال: كانت هند بنت معاوية أبر شيء بعبد الله بن عامر، وأنها جاءته يوما بالمرآة والمشط. وكانت تتولى خدمته بنفسها، فنظر فى المرآة، فالتقى وجهه ووجهها فى المرآة. فرأى شبابها وجمالها، ورأى المشيب فى لحيته قد ألحقه بالشيوخ، فرفع رأسه إليها، وقال: الحقى بأبيك، فانطلقت حتى دخلت على أبيها، فأخبرته خبرها. فقال: وهل تطلق الحرة؟ . قالت: ما أتى من قبلى. وأخبرته خبرها. فأرسل إليه، فقال: أكرمتك ببنيتى، ثم رددتها علىّ! قال: أخبرك عن ذلك: إن الله تبارك وتعالى منّ علىّ بفضله وجعلنى كريما، لا أحب أن يتفضل علىّ أحد، وإن ابنتك أعجزتنى مكافأتها بحسن صحبتها لى، فنظرت، فإذا أنا شيخ وهى شابة، لا أزيدها مالا إلى مالها، ولا شرفا إلى شرفها، فرأيت أن أردها إليك لتزوجها فتى من فتيانك، كأن وجهه ورقة مصحف.
قال الزبير: وكان ابن عامر رجلا سخيّا كريما، وأمه: دجاجة بنت أسماء بن الصلت ابن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
أبو العباس، وأبو الخلفاء، ابن عم النبى صلى الله عليه وسلم. وكان يلقب بالإمام الحبر البحر، ترجمان