وحكى لى الرسول أنك غضبى ... يا كفى الله شر ما هو حاك
ومنه ما أنشده له ابن الأثير فى كامله (?) والملك المؤيد صاحب حماة فى تاريخه:
قوض خيامك عن دار أهنت بها ... وجانب الذل إن الذل مجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة ... فالمندل الرطب فى أوطانه حطب
وهذان البيتان ليسا له، وإنما هما للحافظ الأمير أبى نصر على بن هبة الله بن ماكولا. وقد رويناهما بالإسناد إليه. وما ذكره ابن حزم، من أنه لم يولد لشكر، فيه نظر، لأن صاحب المرآة، نقل عن محمد الصابى، أن أبا جعفر محمد بن أبى هاشم الحسينى أمير مكة. كان صهر شكر على ابنته.
واسمه عثمان، وشماس لقب له، وإنما لقب بذلك، لأن شماسا من الشمامسة، قدم مكة فى الجاهلية، وكان جميلا، فعجب الناس من جماله، فقال عقبة بن ربيعة، وكان خال عثمان هذا: أنا آتيكم بشماس أحسن منه، فأتى بابن أخت عثمان، فسمى شماسا من يومئذ.
هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا وأحدا، وأبلى فيها بلاء حسنا، وبالغ فى الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما غشى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمى بنفسه دونه، حتى ارتث، فحمل وبه رمق إلى المدينة، فمات بعد يوم وليلة، إلا أنه لم يأكل ولم يشرب، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يرد إلى أحد، فدفن هناك فى ثيابه، ولم يغسل ولم يصل عليه، وله أربع وثلاثون سنة.
وما ذكرناه من أن اسمه عثمان، وأن شماسا لقبه. ذكره ابن إسحاق. وقال ابن هشام: اسمه شماس بن عثمان، وقاله الزبير بن بكار، ونسبه إلى ابن هشام وغيره.
يلقب بالزين، ويسمى عبد الله، إلا أنه لم يشتهر إلا بشميلة، ولذلك ذكرناه هنا.