باب الأزج، وأنه قرأ القرآن الكريم، وتفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، قدم مكة وأقام بها مدة، وأم الناس فى مقام الحنابلة بالحرم الشريف، بعد وفاة محمد بن عبد الله الهروى، ثم عاد إلى العراق، وخرج عن بغداد قاصدا الشام فى سنة ثمان وستمائة، فبلغ حرّان، فتوفى بها فى هذه السنة، فيما بلغنا، والله أعلم. انتهى.
له صحبة ورواية عن النبى صلى الله عليه وسلم، ذكر ابن عبد البر، أنه كان يسمى فى الجاهلية يسارا، فسماه النبى صلى الله عليه وسلم، سليمان، وأنه سكن الكوفة، أول ما نزلها المسلمون، من التوابين، الذين قاموا على عبيد الله بن زياد، لقتله الحسين بن على ـ رضى الله عنهما ـ لأنهم كانوا كتبوا إلى الحسين بن على، فى القدوم إلى الكوفة، ثم تخلوا عنه، حين قتله عبيد الله بن زياد، ثم ندموا على ذلك، وعسكروا وأمروا عليهم سليمان بن صرد، وساروا إلى عبيد الله بن زياد، فقتل سليمان من سهم أصابه، وحزّ رأسه، وذلك فى سنة خمس وستين، وقيل سنة سبع وستين. وكان خيرا فاضلا، له شرف فى قومه، وسنّ عال، بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
ذكره ابن المستوفى تاريخ إربل، فقال: شاب طويل شديد السّمرة، يعقد القاف إذا تكلم، عنده فصاحة وأخلاق حسنة، وأقام الموصل، وسمع بها الحديث على مشايخها.