وذكر ابن إسحاق: أن سفيان هذا، رجل من الأنصار، من بنى زريق تبناه معمر بن حبيب، فغلب على نسبه، والله أعلم.
أخو سهيل بن عمر لأبويه. هاجر إلى الحبشة مع زوجته سودة بنت زمعة، وبها مات، فى قول موسى بن عقبة.
وقال ابن إسحاق: بل رجع إلى مكة، فمات بها قبل الهجرة إلى المدينة، وخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته سودة.
ولذلك ذكرناه هنا. كان من أعيان مشيخة العجم، المجاورين بمكة. وله خط حسن على طريقة العجم، مع حسن الهيئة، جاور بمكة سنين كثيرة، متأهلا فيها بابنة يوسف القروىّ. وبها توفى فى أثناء سنة ثلاث وتسعين، ودفن بالمعلاة. وقد بلغ الستين فيما أظن، أو جاوزها.
ولى القضاء بمكة؛ لأنى وجدت خطه فى مكتوب مبيع ثبت عليه، والمكتوب مؤرخ بالتاسع من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وستمائة، ووجدت خطه على مكتوب مبيع ثبت عليه، وتأريخه: بالتاسع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وسبعين، وشهد عليه فيه بالثبوت جماعة، وترجم بقاضى الحرم.
وكذا كتب هو بخطه، وأظنه ولى قضاء مكة، لما عزل القاضى جمال الدين بن المحب الطبرى نفسه؛ لأنى وجدت بخط الشيخ أبى العباس الميورقى، أن ابن المحب، عزل نفسه ورجع القضاء فى سنة القضاء، سنة خمس وسبعين، وجاء الأمر بأن يعود للقضاء فى رمضان، سنة ست وسبعين. انتهى.
وهذا يدل على ما ذكرناه، ويستفاد من مدة ولاية سلطان. والله أعلم.
نائب السلطنة بالديار المصرية، حج فى سنة ثلاث وسبعمائة فى جيش عظيم، وتصدق على أهل الحرمين بصدقة عظيمة.