واختلف فى موضع وفاته، فقيل بالمدينة، وقيل بالكوفة، ذكرهما الواقدى؛ لأنه روى عن بعض ولده عن أبيه، قال: توفى سعيد بن زيد بالعقيق، فحمل على رقاب الرجال، فدفن بالمدينة، ونزل فى حفرته سعد، وابن عمر، ثم قال: وشهده سعد بن أبى وقاص، وابن عمر، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقومه، وأهل بيته، وولده. على ذلك يعرفونه ويزورونه. قال: وروى أهل الكوفة، أنه كان عندهم بالكوفة، فى خلافة معاوية، وصلى عليه المغيرة بن شعبة، وهو يومئذ والى الكوفة لمعاوية. انتهى.
وهذا لا يستلزم خلافا فى وفاته غير ما ذكرناه؛ لأن المغيرة مات سنة خمسين أو إحدى وخمسين، ولعل سعيدا مات فى إحدى السنتين، فيكون هو القول الثالث الذى حكيناه، نعم إن كان المغيرة بن شعبة، مات سنة تسع وأربعين. قال: قال أبو عبيد، فيما نقله عنه الذهبى: فإنه يستلزم فى وفاته قولا غير ما نذكره، والله أعلم.
واختلف هل مات سعيد بالعقيق أو بالمدينة؛ لأن ابن الزبير، ذكر أنه توفى بالعقيق، ثم قال: قيل توفى بالمدينة. والأول أصح. انتهى.
واختلف فيمن غسّل سعيدا وحنطه، فقيل: نفيل بن عمر، وقيل سعد بن أبى وقاص. ذكرهما ابن الأثير، وذكر أن سعدا وابن عمر، نزلا فى قبره، وأن ابن عمر صلّى عليه. انتهى.
وكان حين مات، ابن بضع وسبعين سنة، كذا ذكره الواقدى. وذكر علىّ بن المدينىّ: أنه مات سنة إحدى وخمسين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، كذا فى كتاب المزى، وهو تفسير للبضع فى قول الواقدى، بلا خلاف. وقال الواقدى: وكان رجلا طوالا آدم أشعر.
مفتى مكة. وقيل كوفى. سكن مكة. روى عن أيمن بن نابل، وطلحة بن عمرو الحضرمى، وابن أبى ليلى، وابن جريج، والمثنى بن الصباح، وغيرهم.