شهد بدرا وأحدا، وأسر يوم الرجيع، مع خبيب بن عدى، فبيع بمكة من صفوان بن أمية فقتله، وذلك فى سنة ثلاث من الهجرة.
ذكره هكذا ابن عبد البر، وما ذكره فى تاريخ يوم الرجيع؛ ذكر فى ترجمة خبيب ما يوافقه. وذكر فى ترجمة خالد بن البكير ما يخالفه؛ لأنه قال: وقتل خالد بن البكير يوم الرجيع، فى صفر سنة أربع من الهجرة. انتهى.
وكلا القولين صحيح؛ لأن من قال: إن الرجيع فى سنة ثلاث، هو باعتبار أنه وقع قبل كمال السنة الثالثة، من حين هاجر النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكانت هجرته إلى المدينة، فى أول ربيع الأول والرجيع فى صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة، قبل تمام السنة الثالثة بشهر أو نحوه. ومن قال: إن الرجيع فى سنة أربع، هو باعتبار أنه فى السنة الرابعة من سنى الهجرة. وهذا القائل حسب السنة التى وقعت فيها الهجرة كاملة مع نقصها تجوزا منه، وحسب السنتين بعدها، وكان الرجيع فى صفر بعد السنتين الكاملتين، والسنة الناقصة، وهو قد حسبها كاملة، فيكون الرجيع فى الرابعة على هذا، والله أعلم.
وقد بين ابن الأثير من خبر خبيب، أكثر مما بينه ابن عبد البر، فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، قال: أخبرنا أبو جعفر بن السمين، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة: أن نفرا من عضل والقارة، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد، فقالوا: إن فينا إسلاما، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا فى الدين، ويقرئوننا القرآن، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم خبيب بن عدى، وزيد بن الدثنة، وذكر نفرا، فخرجوا حتى إذا كانوا بالرّجيع فوق الهدأة فأتتهم هزيل فقاتلوهم، وذكر الحديث. قال: فأما زيد، فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، فأمر به مولى له يقال له نسطاس، فخرج إلى التنعيم، فضرب عنقه. ولما أرادوا قتله، قال أبو سفيان، حين قدم ليقتل: ناشدتك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن مكانك نضرب عنقه،