زيد على أبيه هذا المدة، حتى لا يقدم فى فدائه إلا بعد الإسلام، والله أعلم.
وقوله فى الخبر الذى ذكره ابن عبد البر، عن الزبير وعمه وابن الكلبى، أن النبىصلى الله عليه وسلم، أكبر من زيد بعشر سنين، يقتضى أن زيدا مات وهو ابن خمسين سنة ونحو ثلاثة أشهر؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم، تأخر بعده نحو ثلاث سنين، وعاش قبله عشرا.
ونقل المزى عن بعضهم ولم يسمّه، أن زيدا مات وهو ابن خمس وخمسين سنة.
وقال ابن الأثير فى ترجمته: وكان زيد أبيض أحمر. انتهى. وقال ابن السكن: كان قصيرا شديد الأدمة، فى أنفه فطس. انتهى.
نقل ذلك الحافظ ابن حجر عن ابن السكن. والمعروف أن ما ذكره من الصفة، صفة لأسامة لا لأبيه، والله أعلم.
قال النووى، رحمه الله بعد أن ذكر حديث عائشة ـ رضى الله عنها ـ فى سرور النبىصلى الله عليه وسلم بما قاله القائف فى أسامة بن زيد وأبيه، من: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.
قال العلماء: سبب سروره صلى الله عليه وسلم أن أسامة، كان لونه أسود، وكان طويلا، خرج إلى أمه، وكان أبوه زيد قصيرا أبيض، وقيل بين البياض والسواد، وكان بعض الناس قصد الاختلاف.
يكنى أبا عبد الرحمن، أخو عمر بن الخطاب لأبيه، كان أسن من عمر، وأسلم قبل عمر، وكان من المهاجرين الأولين، شهد بدرا وأحدا والخندق وما بعدها من المشاهد، وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، ثم قتل باليمامة شهيدا سنة اثنتى عشرة، وحزن عليه عمر حزنا شديدا. ويروى عن ابن جابر قال: قال عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه: ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد. انتهى.