انتهى. ولا يعرف لأسامة فى هذا الخبر. والله أعلم.
وذكر ابن عبد البر، خبرا فى سبى زيد، وما قاله أبوه من الشعر فى فقده، وما قاله زيد فى جوابه، وقدوم أبيه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى فدائه، وتخييره فى البقاء مع النبى صلى الله عليه وسلم، ورجوعه مع أبيه، واختياره للبقاء مع النبى صلى الله عليه وسلم، وتبنيه لزيد، وهو خبر يحسن ذكره لفوائد أخر فيه، فنذكره على نصه:
قال ابن عبد البر: ذكر الزبير، عن المدائنى، عن ابن الكلبى، عن أبيه، عن جميل بن يزيد الكلبى، وعن أبى صالح، عن ابن عباس ـ وقول جميل أتم ـ قال: خرجت سعدى بنت ثعلبة، أم زيد بن حارثة، وهى امرأة من طّىّ، تزور قومها، فأغارت خيل لبنى القين ابن جسر فى الجاهلية، فمروا على أبيات بنى معن ـ رهط أم زيد ـ فاحتملوا زيدا، وهو يومئذ غلام يفعة، فوافوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد، لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وهبته له، فقبضه. وقال أبوه حارثة بن شراحيل، حين فقده (?) [من الطويل]:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحى يرجى أم أتى دونه الأجل
فو الله ما أدرى وإن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فيا ليت شعرى هل لك الدهر رجعة ... فحسبى من الدنيا رجوعك لى بجل
تذكّرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل
وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزنى عليه وما وجل (?)
سأعمل نص العيس فى الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حياتى أو تأتى علىّ منيتى ... وكل امرئ فان وإن غره الأمل (?)
سأوصى به قيسا وعمرا كليهما ... وأوصى يزيدا ثم من بعده جبل
يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد، وكان أكبر من زيد، ويعنى يزيد، أخا زيد لأمه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل. فحج ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه، فقال لهم: أبلغوا عنى أهلى هذه الأبيات فإنى أعلم أنهم قد جزعوا علىّ، فقال [من الطويل] (?):