رضى الله عنه فأخذ بيدها، فقال لفاطمة: دونك ابنة عمك، فاحتملتها، فاختصم فيها علىّ وزيد وجعفر، ثم قال: وقال زيد: بنت أخى. انتهى.
وأخوته لحمزة، هى باعتبار مؤاخاة النبى صلى الله عليه وسلم بينهما، وهذا نص صريح فيها، والله أعلم.
وفى هذا الحديث ما سبق ذكره من قول النبى صلى الله عليه وسلم لزيد: «أنت أخونا ومولانا»، والظاهر والله أعلم، أن هذه القصة اتفقت فى عمرة القضيّة. والله أعلم.
وكان زيد بن حارثة رضى الله عنه، من أول الناس إسلاما، حتى قيل إنه أول من أسلم مطلقا، وهذا يروى عن الزهرى.
وقال ابن الأثير: روى عن معمر، عن الزهرى، قال: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزاق: لم يذكره غير الزهرى. وقال أبو عمر: وقد روى عن الزهرى من وجوه: إن أول من أسلم خديجة، ثم أسلم بعدها زيد، ثم أبو بكر. وقال غيره: أبو بكر ثم على ثم زيد ـ رضى الله عنهم. انتهى.
ولم أر فى الاستيعاب ما نقله ابن الأثير عن أبى عمر، لا فى ترجمة زيد، ولا فى ترجمة خديجة، والذى رأيته فى ترجمة زيد: وقد روى عن الزهرى من وجوه: إن أول من أسلم خديجة، رضى الله عنها. انتهى.
وذكر النووى قول الزهرى: إن زيدا أول من أسلم، والقول بأن أولهم إسلاما: خديجة ثم أبو بكر ثم على ثم زيد، رضى الله عنهم. ثم قال: وفى المسألة خلاف مشهور، ولكن تقديم زيد على الجميع ضعيف. انتهى.
وقال الذهبى لما عرفه: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد من نادى إلى الإسلام فأسلم فى أول يوم. انتهى. وهذا يدل على تقدم إسلامه.
وقد اختلف فيمن اشترى زيد بن حارثة لخديجة، فقيل ابن أخيها حكيم بن حزام بن خويلد، ذكر هذا القول ابن عبد البر، نقلا عن مصعب الزبيرى، وابن أخيه الزبير بن بكار، وابن الكلبى، وغيرهم. حكى ذلك فى موضعين فى ترجمته، وقيل اشتراه لها النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا يروى عن أبى نعيم؛ لأن صاحبنا أبا الفضل الحافظ قال فى ترجمته: وقال أبو نعيم: رآه النبى صلى الله عليه وسلم بالبطحاء، ينادى عليه بسبعمائة درهم، فذكره لخديجة، فاشتراه من مالها، فوهبته خديجة له، فتبناه وأعتقه. انتهى.
وذكر ابن الأثير والنووى ما يوافق هذا القول، إلا أنهما قالا: فأعتقه وتبناه.