إمام المقام الشريف بالمسجد الحرام، قرأ بالروايات على أبى محمد عبد الله بن على سبط الخياط، وأبى الكرم الشهرزورى، وسمع منهما ومن أبى الفتح الكروخىّ، سمع عليه جامع الترمذى، ومن أبى الفضل الأرموىّ، وأبى غالب بن الداية، وأبى سعد أحمد بن محمد بن أبى سعد البغدادى، ومفلح الدومى، وأبى الحسن بن عبد السلام، وسعيد بن البنا، وأحمد بن طاهر الميهنى وغيرهم. وحدث ببغداد وواسط ومكة.
روى عنه الحفاظ: الزكى البرزالى، والضياء المقدسى، ويوسف بن خليل الحلبى، وغيرهم من الأعيان، منهم: سليمان بن خليل العسقلانى، ويعقوب بن أبى بكر الطبرى ـ ومن طريقه روينا جامع الترمذى ـ والنجيب الحرانى، وهو خاتمة أصحابه بالسماع، وأما بالإجازة، فالفخر بن البخارى.
ذكره ابن الدبيثى فى تاريخ بغداد، وقال: تفقه على مذهب الشافعى، وصحب الصوفية برباط شيخ الشيوخ مدة، وكان يسكن فى بغداد بدرب صالح من سوق الثلاثاء، وكان خيرا، خرج قبل موته بسنين إلى مكة، زادها الله شرفا، وأقام بها إلى أن توفى، وأم بالناس فى مقام إبراهيم عليه السلام أعواما، إلى أن عجز وانقطع فى منزله.
وذكره ابن مسدى فى معجمه، وقال: كان جمالا لمنصبه، جلالا لأهل مذهبه. انتهى.
توفى بمكة يوم الأربعاء، تاسع ذى القعدة من سنة تسع وستمائة.
وذكر وفاته فى ذى القعدة: ابن نقطة، والمنذرى، وابن مسدى. وذكر أنه ولد فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببغداد، وفى ذلك نظر؛ لأن ابن الدّبيثىّ قال: إنه سئل عن مولده فقال: مولدى سنة ست وعشرين وخمسمائة.
وذكر مولده هكذا: ابن نقطة والمنذرى، وقال: فى جمادى الأولى منها.
* * *