مسلم، وأبو داود وابن ماجة حديثا واحدا، وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم، كان يبعث معه بالبدن، ثم يقول: «إن عطب منها شيء قبل محله، فخشيت عليه موتا فانحرها، ثم اغمس نعلها فى دمها، ثم اضرب به صفحتها، ولا تطعم أنت ولا أحد من أهل رفقتك» (?).

وقال صاحب الكمال: روى له عن النبى صلى الله عليه وسلم، أربعة أحاديث. وقال ابن البرقى، فيما نقل عنه المزّى: جاء عنه حديث واحد.

وذكر أبو عمر بن عبد البر، أنه شهد الفتح مع النبى صلى الله عليه وسلم وكان يسكن قديدا، وله دار بالمدينة، وعاش إلى زمن معاوية، قال: وجعل أبو حاتم الرازى، ذؤيب بن حبيب، غير ذؤيب بن حلحلة. ثم قال ابن عبد البر، بعد أن ذكر كلام أبى حاتم فى التفرقة بينهما: ومن جعل ذؤيبا هذا رجلين، فقد أخطأ ولم يصب، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم. انتهى.

ونقل صاحبنا الحافظ ابن حجر، عن ابن سعد والبغوى، أنهما قالا: إن ذؤيبا هذا، بقى إلى زمن معاوية.

ولكن ذكر عن ابن معين ما يخالف ذلك؛ لأن فى تهذيب الكمال للمزّى: وقال المفضل بن غسان الغلّابىّ، عن يحيى بن معين، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقبيصة بن ذؤيب الخزاعى، ليدعو له بالبركة بعد وفاة أبيه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «هذا رجل نساء». انتهى.

وهذا يدل على أن ذؤيبا مات فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم. والله أعلم بالصواب.

وذكر ابن الأثير فى نسبه، غير ما ذكرناه عن ابن عبد البر؛ لأنه قال: ذؤيب بن حلحلة، وقيل ذؤيب بن قبيصة، أبو قبيصة بن ذؤيب الخزاعى، ثم ذكر فى نسبه ما ذكرنا، فوقعت المخالفة فى اسم أبى ذؤيب، هل هو حلحلة أو قبيصة؟ على أن النسخة التى رأيتها من كتاب ابن الأثير سقيمة، والله أعلم بصحة ذلك.

ثم قال ابن الأثير: وقد روى فى بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن النبى صلى الله عليه وسلم، بعثها مع ناجية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015