كرمان (?)، حتى صار إلى المأمون بمرو، فأخبره بذلك، فسر بذلك سرورا شديدا وتيمن ببركة مكة والمدينة، وكانت البيعة لهما فى رجب سنة ست وتسعين ومائة، واستعمل داود على مكة والمدينة. وأضاف إليه ولاية عكّ (?)، وأعطاه خمسمائة ألف درهم معونة، وسير معه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى، وجعله على الموسم، فسارا حتى أتيا طاهرا ببغداد، فأكرمهما وقربهما.
وذكر ابن الأثير فى أخبار سنة تسع وتسعين ومائة، أن أبا السّرايا ـ داعية ابن طباطبا، بعد استيلائه على الكوفة ـ ولى مكة الحسين بن الحسن، الذى يقال له الأفطس، وجعل إليه الموسم. ولما بلغ داود بن عيسى توجيه أبى السرايا الحسين بن الحسن إلى مكة، لإقامة الموسم، جمع أصحاب بنى العباس ومواليهم، وكان مسرور الكبير، قد حج فى مائتى فارس، فتعبأ للحرب، وقال لداود: أقم لى شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك، فقال: لا أستحل القتال فى الحرم، والله لئن دخلوها من هذا الفج، لأخرجن من هذا الفجّ.
وانحاز داود إلى ناحية، وافترق الجمع الذى كان جمعهم، وخاف مسرور أن يقاتلهم، فخرج فى إثر داود راجعا إلى العراق، وبقى الناس بعرفة، فصلى بهم رجل من عرض الناس بغير خطبة، ودفعوا من عرفة بغير إمام. انتهى.
وذكر الذهبى شيئا من خبر داود فى هذه السنة بزيادة فوائد؛ لأنه ذكر أن مسرورا