الليثى والرواة عنه، وبأن ابن دينار لم يرو له من أصحاب الكتب الستة، إلا أبو داود حديثا واحدا فى قبور الشهداء، والليثى لم يرو له إلا النسائى.
وذكر ابن عدى لابن دينار، حديثه فى قبور الشهداء، وحديثه عن محمد بن المنكدر، عن جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم: «كان إذا نزل عليه الوحى، وهو على ناقته تذرف عيناها وترنف بأذنيها». ثم قال ابن عدى: وله من الحديث غير ما ذكرت، وليس بالكثير. وكانت أحاديثه إفرادات، وأرجو أنه لا بأس به. انتهى. وذكره ابن حبان فى الثقات.
ذكره ابن مسدى فى معجمه، فقال: داود بن سليمان بن حميد بن إبراهيم المخزومى، أبو سليمان البلنسى الصوفى، يعرف بابن كسا. كان عنده أدب وتصوف ونباهة وتظرف، وقد جال فى طريقه، وتغرب شرقا وغربا بين فريقه، وجاور بمكة مدة ثم عاد إلى وطنه، فكان تربة مدفنه. أخبرنى أن مولده ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفى ـ على ما بلغنى ـ أول سنة تسع وأربعين وستمائة، وكان أحد رجال بلده فى فنه، موجودا لكل قاصد عند ظنه. أنشدنا لنفسه [من الكامل]:
لا تصحبن العيس برّا ... والله قد أولاك برّا
وارفض خواطرك التى ... منحتك بعد العسر يسرا
واقنع بما قسم الإل ... هـ تعش خلى البال حرا
كم راكض فى الأرض يق ... طع ركضه سهلا ووعرا
ومخاطر بالنفس فى ... طلب العلا برّا وبحرا
غالته أيدى الحادثا ... ت فكان ذاك الربح خسرا
روى عن عطاء بن أبى رباح، ومجاهد، وعمرو بن شعيب. وروى عنه شعبة وسفيان ابن عيينة، وداود العطار، وأبو أمية، وطاوس، ووهيب بن الورد المكى، وغيرهم.
وروى له البخارى فى «الأدب المفرد» والترمذى (?) والنسائى (2)، ووثقه ابن معين،